Lord of the Truth - 401
بعد ثلاثة اسابيع– القارة المركزية– امام اسوار المدينة الامبراطورية
“إنتباه يا اشباه الرجال!”
“هوووه!”
*زلزلة خفيفة*
“اليوم كان التدريب كالعادة على كيفية التعاون في ارض المعركة، احفروا كل شئ تدربتم عليه الان في ذاكرتكم، إن بدأت معركة و رأيت احدكم يخرج عن هذا التنظيم، سأغتصبه هو و عائلته! أهذا مفهوم؟!”
“هوووه!!”
*زلزلة خفيفة*
“جيد ، يبدو ان كلامي واضح، اجلسوا اماكنكم و استعدوا للمغادرة فور ما يصل جلالته!”
“هوووه!!”
*قعقعة*
————-
تحت ظلال خيمة مفتوحة– فوق اسوار المدينة الامبراطورية
*صفير~* ” مع اني ارى هذا المنظر كل يوم إلا اني ما ازال اشعر بالقشعريرة كل مرة، كيف تشعر و انت تسيطر على هذا الحشد يا أليكساندر؟ و ما هذا الكلام السوقي؟ هيهي.”
إقترب الحاكم القاري أليكساندر من الخيمة و جلس على احد الكراسي بشكل عشوائي، “هيه~ شعور ليس مختلف عنك كثيراً يا إليزابيث، رؤية حوالي 4 مليون جندي من قارات مختلفة و اضعف واحد فيهم بقوة فارس.. منظر لما اتوقع ان اراه في حياتي ابداً. ثانياً هاها مهما ارتفع مستوى الجنود فإنهم يبقون جنوداً، بعض الكلام السوقي سيريح اعصابهم و يجعلهم يشعروا انهم مقربين اكثر لقادتهم، هذا شئ لابد منه، أي احد لديه خبرة فعلية في قيادة الجنود سيدرك هذا، أليس كذلك يا صاحب السمو؟” ضحك أليكساندر بصوت منخفض و نظر نحو قيصر
“معك حق، إن لم يكن قائد الجيش قريب من جنوده فسيكون بعيد عنهم، و هذا شئ لا تريده في ساحة المعركة، خاصةً بعد ان ادمجت قوات القارات الأربعة و قوات عائلة بورتون لهذه الدرجة اخيراً، كما ان–” قيصر كان قد بدأ بشكل جدي على سؤال أليكساندر عندما لاحظ شئ قطع كلامه، “هاي! من تدعوه بصاحب السمو؟ انا مجرد تابع لجلالته مثلكم تماماً، احفظ هذا اللقب للفتى ريتشارد حالما يعود لنا سالما.”
ضحك أليكساندر بصوت عالٍ عندما سمع، “هاها لا تكن متواضع جداً، كل سكان العالم يعرفون كيف يعاملك جلالته، سمعت ان هنالك نوادي معجبين تأسست حول العالم كلها تتمحور حول الامير الشاب الذي رافق الامبراطور طوال رحلته.”
“صحيح، حتى انا بدأت اشعر بالغيرة من احداهم، أكان هذا عقاب حقاً، أم…” ضحكت إليزابيث ضحكة خبيثة ثم نظرت نحو فيكتوريا التي تحافظ على صمتها منذ وصلت
” لا يهمني كيف يراني الناس، جلالته كان كريماً بما يكفي ان انقذ حياتي و اعطاني اسم عائلة بورتون، و هذا الفضل سأرده بخدمتي له، لا اجرؤ على نسب نفسي له اكثر، ارجو ان لا ينسى احدكم هنا هذا.” تجاهل قيصر الحُمرة على وجه الحاكمة القارية فيكتوريا بجواره و اعلن بصوتٍ عال
“حسناً حسناً كما يحلو لك، أليكساندر، توقف عن مضايقته…” نظرت إليزابيث بحاجبين معقودين نحو أليكساندر، الذي بدوره رفع كتفيه مستسلماً، ثم عادت إليزابيث تبدو عليها ملامح الانتصار و نظرت نحو قيصر، ” لقد أسكتهن هل أعجبك هذا يا صاحب السمو؟”
“اها، اجل، هذا ما يجب ان — هوووي!!”
“هاهاها”
انتشار الحكايات و نسج الاساطير عن روبين و رحلته لم تخلو من تعظيم اقرب الاشخاص إليه و اكثر من قضى معه وقتاً، الإبن بالتبني للإمبراطور، قيصر بورتون.
ولأنه كثير الظهور عكس والده، و لأنه حارب جنباً إلى جنب مع جيوش عدة و له العديد من الحكايات البطولية انتشرت الاساطير عنه بشكل اسرع حتى من روبين، بل يمكن القول ان مكانته في كوكب يورا اخذت تتصاعد بسرعة الصاروخ حتى إقتربت من مكانة روبين نفسه، متخطيةً بذلك مكانة الحكام القاريين الخمسة!
اكثر من تأثر بمكانة قيصر الجديدة كان بلا شك الشخص الذي يرافقه كظله حالياً، فيكتوريا فروست..
بعد ان كانت تبكي من شدة الذل الذي شعرت به بالقسم على إتتباعه و اخذ الاذن منه من كل شئ تفعله، بعد ان عادت لموطنها خافضةً رأسها من العار الذي جلبته لتاريخ أسرتها… اصبحت محط للحسد بسبب تواجده معها!
بل ابناء قارة المياه تباهوا امام بقية القارات ان قيصر بورتون شخصياً إتخذ القصر الرئاسي لديهم منزلاً و انه يرافق حاكمتهم القارية في كل مكان!!
مع ان هذا لم يؤثر كثيراً في علاقة التبعية التي اقسمت عليها فيكتوريا، إلا انه سهل كثيراً عليها وضعها الحالي، حتى ان طلب الإذن من قيصر يومياً لم يعد مثيراً للغثيان كذي قبل..
في الحقيقة، الوحيد الذي لم يكن راضٍ عن هذا الوضع الجديد لم يكن سوى قيصر نفسه!
عندما يجد اشخاص يتكلمون في الموضوع او شخص معاه يناديه بـ *صاحب السمو* او ابن المولى، و ما إلى ذلك، كان يغضب غضب شديد و ينهرهم لينتهوا، قائلاً انه مجرد تابع مخلص لمعاليه و انه لا يجرؤ على ان يكون اكثر من هذا
ردة فعله هذه انتشرت بسرعة في انحاء العالم مانعةً الكثيرين من القول علناً انه إبن امبراطور العالم، لكنها ايضاً كسبت إحترامهم نحو اكثر فأكثر، فمن قد يرفض شئ كهذا؟!
الان فقط عدد قليل من ذوي المقام العال يمكنهم المزاح مع قيصر في هذا الشأن.
“حسناً حسناً ايها الاولاد لا يوجد وقت لهذا، ألا تشعرون بضغط ما يجري؟ اليوم سيخطوا كوكب يورا خطوة هائلة إلى الامام! إستغلوا الوقت في توقع ما سنجده في ذلك الكوكب جديد و عمل خطط مضادة للحفاظ على حياتنا هناك.”هز العجوز غو رأسه و تكلم بينما يفرك جبهته ببطئ، كان واضح من الهالات المسودة حول عيناه انه لم يزق طعم الراحة منذ فترة ليست بقليلة
” .. لا اشعر بالضغط؟ بل الحماسة تكاد تقتلني ايها العجوز، الإلتهاء بالحديث التافه خير من الموت منتظراً حتى يأتي جلالته..” تكلم أليكساندر ببطئ و هو ينظر ليديه التي لا تتوقف عن الارتعاش
لقد عاش عمره كله يزيد قوته و قوة جيشه على امل ان تقوم حرب ضد الامبراطوريات الثلاث الاخرى.
اجل.. على أمل!!
مع ان القوة مطلوبة للإبقاء على السلام إلا انه لو كنت قوياً بما يكفي سيأتي عليك اليوم و تسأل نفسك ماذا تفعل بهذه القوة؟ لماذا يجب ان تصبح اقوى؟
حالة السِلم المزعزع و الحرب الباردة التي تسيطر على كوكب منذ عشرات آلاف السنين أثارت حالة من التعطش في نفوس الكثيرين!
بعضهم يتعطش للمزيد من الممتلكات و الاراضي، و بعضهم يتعطش للدماء فحسب..
“هاها و انا لن اسمح لحاكمي القاري ان يموت منتظراً.” صوت جاء من بعيد ارغم الجميع إلى الإلتفات لمصدره
*رااف رااف رااف*
Comments for chapter "401"
النقاش
about:blank