Lord of the Truth - 395
“… أهذا له علاقة بالعفاريت؟ عموماً اجل، لم اعد بحاجة لهم.” رد بيلي بدون تردد
“هل انت متأكد؟ لو اختفوا حالاً ستبقى القارة آمنة؟” سأل روبين مجدداً
” اخبرني انت! محافظي المقاطعات قاموا بتأسيس قوة شرطة خاصة في كل مقاطعة كما ان لدينا قوة شرطة مركزية تشرف على أمن القارة بالكامل متمثلة في ابناء عائلات روفوس و برادلي و كامدين، غير هذا و ذاك لدينا قوات سيوف الظل التي تكبر يوماً بعد يوم، أشك ان هنالك أي خطر سيواجه القارة داخلياً في اي وقت قريب.”
“اوه، جيد.. جيد.. هذا مطمئن.. لقد اتممت مهمتك بإستعادة الامن و التخلي عن احتياجك للعفاريت خلال اقل من ثلاثة اعوام، انت فعلاً شخص يعتمد عليك يا بيلي..” تمتم روبين بصوت منخفض و وضع قطعة الكعك على الطاولة امامه مجدداً ثم اكمل، ” اريدك الان ان تصدر قرار رسمي بالإستغناء عن العفاريت و ارسالهم نحو القارة المركزية.”
“هممم؟ هل انت متأكد مما تقول؟” عقد بيلي حاجبيه اكثر و سأل، ” لقد ادركت شخصياً كم ان دورة حياة تلك العفاريت سريعة و يتناسلوا كالأرانب، انت جلبت معك فوق المئة الف عفريت لكن تعدادهم اقترب من النصف المليون خلال الخمس سنوات الماضية، اعدادهم تزداد بسرعة مخيفة و اطفالهم يكبرون بسرعة لدرجة ان اصابني الفزع و اصدرت قوانين بالتفريق بين ذكورهم و إناثهم قبل بضعة اشهر، أتريد ارسالهم للقارة المركزية وتركهم بدون رقيب حقاً؟”
* سوووووش *
“جيد انك من ذكرت الموضوع، مولاي، أيرضيك ما فعله هذا الشخص مع بنو جنسي؟ يأمر بفصل الذكور عن الاناث؟ انه يعاملنا كحيوانات في موسم التزاوج! لولا ان سيادتك من وضعته حاكماً لقارة السلف قبل مغادرتك لكان لي تصرف اخر معه.” ظهر ظل ضخم فجأة امام الجميع حجب ضوء الشمس، و تكلم بنبرة تملؤها بعض الغضب
بيلي نظر نحو القادم الجديد، ” إذاً انت ايضاً شرفت ايها العفريت اللعين، أتدرك فاتورة توفير لحوم الوحوش لهذا الكم من الأفواه؟ لقد اضطررنا مؤخراً لتخصيص سفن لإصطياد الوحوش البحرية الضخمة حول قارة السلف لمحاولة إشباع نهمكم الذي لا يهدأ، كما ان لحوم الوحوش لا تشبع جوعكم اساساً بل لديكم تعطش دائم للحوم البشر، من يعلم كم شخص برئ إصطدمت خلال السنوات الاخيرة الماضية!”
“كل ملوك العفاريت يشرفون على السيطرة على ابنائنا الجدد و يعلموهم ان لا يصطادوا البشر على كوكب يورا، من اين جئت بأننا نقتل البشر؟ نحن نعاني للتحكم بأنفسنا من اجل معاليه و انت هنا تشوه صورتنا، لا تتكلم بدون دليل يا هذا!” إنفعل القادم الجديد و رفع صوت على بيلي ثم نظر نحو روبين، ” مولاي، لقد تبعناك بقلبونا و ارواحنا لأنك خلصتنا من الذين يقتلون اطفالنا صغاراً، الان هذا الشخص لا يريدنا ان نلمس بعضنا اساساً، كيف ستقتص لنا منه؟”
“حسناً حسناً اهدأ يا آمون، و انت ايضاً يا بيلي.. ادرك ان كلاكما واجه مشاكل و كلاً منكما يراها بوجهة نظره، جنس العفاريت فعلاً مشكلة كبيرة على اي نظام بيئي و السبب في ذلك انهم ليسوا جنس طبيعي، سمعت ان تم وضع لعنة عليهم او شئ كهذا؟ سأبحث في الموضوع لاحقاً…
و عامةً لا داعي للقلق من هذا حالياً، لن نحتاج للتفكير بشأن هذا الموضوع مجدداً..” عندما رآى روبين الجدال يحتد رفع يديه و تكلم مبتسماً، ” آمون، كنت أتحدث للتو مع بيلي بشأن تهجير كل العفاريت نحو القارة المركزية، اختر بقعة جيدة هناك و خصصها لكم، و عيشوا كما تشاؤون~”
“…. بالنسبة للطعام؟” صمت امون لبضع ثوان ثم سأل بصوت منخفض
“أهاهاهاها” عندما سمع هذا بدأ بيلي يضحك بصوت بشكل هستيري، منذ سمع روبين يقول عيشوا كما تشاؤون كان يعرف ان هذه ستكون مشكلة، هنالك حرفياً اساطيل تطوف كل البحار الان بحثاً عن طعام للعفاريت، لو تم فصلهم و عاشوا بلا مساعدة فتوفير الطعام البحري لأنفسهم سيكون صعباً لأنهم كائنات محبة للبر بشكل طبيعي
كما انه لو تم تركهم بلا رقيب لأعدادهم ففي خلال قرن واحد سيأكلوا الاخضر و اليابس على الكوكب كله!
“انت..!!” غضب آمون عندما سمع ضحكة بيلي و كاد يصرخ عليه لكنه لم يدري ماذا يقول
” حسناً حسناً لا داعي لهذا.” حرك روبين يديه مجدداً ليفصل بينهما ثم نظر نحو آمون، ” فقط افعل ما اقول و سنتكلم لاحقاً بشأن طعامكم.”
“…حاضر.” إنحنى امون قليلاً و رد، لم يدري ما الحل الذي سيقترحه روبين لكن طالما هو قال انه سيكفل بالأمر فهو منتهي بالنسبة له.
اومئ روبين نحوه ببطئ و إبتسامة مُرغمة ثم نظر نحو الارض لبعض ثواني، قبل ان يرفع رأسه مجدداً و ينظر نحو بيلي، ” اها بالمناسبة، ما اخبار استعدادات الغزو؟ نحن سنتحرك خلال شهر تقريباً”
لم يرد بيلي مباشرةً، بل ظل ينظر في عينا روبين بحاجبين معقودين لبضع ثوانٍ بدون قول كلمة، لكن عندما قابله روبين بصمت و إبتسامته الخفيفة تلك، تنهد و رد، “.. بالنسبة لنا فلا تنتنظر الكثير، قارة السلف تطورت كثيراً و اصبحت هنالك الملايين من الفرسان لكن لم يخرج منهم قديس واحد بعد، كما ان جميعهم ما يزالوا يكرهون اسمك لذا لا اعتقد انه مستعدين للقتال من اجلك بعد.. بشكل عام لا يوجد في قارة السلف قوة معتبرة غير قوات عائلة بورتون التي تتمثل في حوالي عشرون الف قديس، و كلهم جاهزين للتحرك في اي وقت.
اما الاستعدادات في القارات الاربعة الاخرى فهى قائمة على قدم و ساق كل يوم تقريباً يتم ارسال كتيبة او اثنتين نحو القارة المركزية، حالياً يوجد اكثر من مليوني جندي في معسكر حول عاصمتك الامبراطورية و ما تزال اعدادهم تتزايد يوماً بعد يوم، بهذا المعدل لن يطول الامر قبل ان يصل تعداد الجيش لـ 3 ملايين تقريباً قبل الموعد النهائي.”
Comments for chapter "395"
النقاش
about:blank