Lord of the Truth - 394
“اوه، السيد الحاكم القاري شخصياً هنا؟ لمن ادين بهذه الزيارة؟” قهقه روبين عندنا سمع صوت بيلي، و تكلم و هو ما يزال لم يلتف نحو الباب
“أهاها.. ها! ظريف جداً! ألم تكن انت من ارسل لإستدعائي؟” تقدم بيلي بضع خطوات حتى الشرفة فوضع الكعكة على الطاولة الصغيرة امام روبين و تكلم مبتسماً، “هذا اول ظهور رسمي لك منذ اعلان التل الاخضر الكبير، اين كنت طوال ذلك الوقت؟”
“تجولي في قارة السلف سابقاً جعلني ادرك ان الجلوس في وضع التأمل وراء جُدر محصنة لا يقارن برؤية العالم و التأمل في حكاياته و رؤية حقائقه.” قال روبين و هو ينظر نحو الافق
“اووه؟” جلس بيلي في كرسي فارغ كان مُعد له بجوار روبين، “أحقاً كنت تتأمل في الحكايات والحقائق فحسب؟ لا اعتقد انك متفرغ لهذه الدرجة.. هالتك تبدو أكثر عمقاً من اخر مرة رأيتك مع انك كنت في قمة نطاق القدسية بالفعل، انت لم تخترق لنطاق الحكمة بعد، صحيح؟”
“هاها لديك عين ثاقبة، يبدو ان منصبك الجديد اعطاك قوىً خاصة! هاها” ضحك روبين بصوت عالٍ ثم هز رأسه، ” لكن للأسف لا، انا لم اخترق لنطاق الحكمة بعد، ما تزال هنالك عقبة امامي تسد الطريق! كيف اشرحها لك.. اشعر اني اعمى في صالة واسعة جداً و احاول ايجاد المخرج، صحيح اتقدم للأمام لكن لا اعرف في أي إتجاه اسير، لا اعرف ما إن كنت اسير نحو الباب ام لا… هيه~ الوصول للدرجة الرابعة من قانون الحقيقة السيادي قد يتطلب وقتاً اكثر مما توقعت.”
“هممم اعتقد انه علي ان اشعر بالقلق بما ان آمال كوكب يورا كله تقع على عاتقك خاصةً عندما يأتي الأمر لإستكشاف التقنيات و القوانين.. لكني لست قلقاً.” حك بيلي شعره و تكلم، ” لو كان هنالك اعمى واحد يمكنه ان يسلك الطريق الصحيح و يصل لنهايته بكل تأكيد فهو انت، هى مسئلة وقت لا اكثر.”
“هيهي شكراً على الدفعة المعنوية، اعتقد اني إحتجت لهذا..” قهقه روبين مجدداً ثم اشار نحو الكعكة، ” إذاً.. أتنوي اخباري ما هذه؟”
“…هاه؟ ألا تعرف حقاً؟ أتقول انك قمت بإستدعائي اليوم بشكل عشوائي؟” فتح بيلي عيناه على اخرهما و قال مندهشاً
“مجرد يوم كبقية الايام، ما به؟” رفع روبين حاجبيه و سأل متعجباً، ثم نظر نحو ثيو، ” هل تعرف شيئاً عما يقول؟”
” اليوم هو الرابع عشر من الشهر الثامن، انه يوم ميلاد يا أبي.” إبتسم ثيو و رد
“هاه؟ .. الايام كلها اصبحت تشبه بعضها منذ تركت عائلة بورتون و ذهبت للكهف ذاك اليوم… لحظة، كيف تعرف انت هذا؟!” تمتم روبين قليلاً ثم رفع رأسه و سأل ثيو مجدداً
“هذه اصبحت معلومة عامة في الكوكب بأسره منذ فتح بوابات الفضاء، اسئلة شعوب بقية القارات الكثيرة عن امبراطورهم الجديد جعلت الكثيرين يبحثون عن اصولك و ينشروا معلومات كهذه، في الحقيقة توجد احتفالات متفرقة في انحاء العالم الان و تم اعلان اجازة رسمية في قارة الشجرة المقدسة بمناسبة عيد مولدك.” رد ثيو
“هاه؟ هاها يالها من مناسبة عديمة الفائدة، انا حتى لا اعرف كم عمري!” ضحك روبين بصوت عالٍ
” أتريد ان تعرف؟” إبتسامة كبيرة ظهرت على وجه بيلي و سأل مازحاً
“في الحقيقة لا..” رفع روبين كتفيه
عقد بيلي حاجبيه و اكمل، ” سأخبرك على اي حال، و هذا ليس سر يمكن لأي احد معرفته بالبحث قليلاً في السجلات التاريخية.. عمرك الان هو 187 عاماً بالتمام و الكمال.”
” … 187 عام؟ هذا يبدو كثير جداً، و قليل جداً ايضاً..” أراح روبين ظهره على الكرسي و تكلم بصوت منخفض، ” كل تلك الاحداث التي مررت بها اشعر انه يمكنها ملئ الاف السنين، لكن عند النظر للوراء اشعر اني لم اعش إلا قليلاً.. الحياة فعلاً شئ عميق.”
رفع بيبي حاجبيه قليلاً، لم تكن هذه رد الفعل التي توقعها عندما جلب الكعكة و جاء ليحتفل معه، كيف تحول الاحتفال إلى تأمل في اصول الحياة؟!
“كح كح، اعتقد ان هذا الرقم غير منصف بصراحة، انت لا شك وُلدت قبل 187 عام، لكن عمر جسدك اقل بكثير، اعتقد انك في الخمسينات حالياً؟” اراد بيلي ان يرجع الحوار للبهجة مجدداً ففتح موضوعاً جانباً و هو يُقطع الكعكة
“هاها اعتقد انك محق، بعد تدخل المستبصر المفاجئ ذلك اليوم قام بإرجاعي لعمر الـ 12، لو حسبنا على هذا الرقم فـ… اصبح عمري الجسدي هو 53 فحسب! اجل اجل انشروا هذا الرقم افضل حتى لا ابدو عجوز جداً.” ضحك روبين بصوت عالٍ و تلقى قطعة كعك من يد بيلي، و مرر واحدة لثيو بجواره
“بففـ تبدو عجوز؟! كل من رأيته و هو يسمع عمرك الحقيقي اول مرة كان يفتح فمه على اخره و كأن يريد ان يبتلعني! لا تنسى أباطرة العالم من قبلك و الذي يدعوهم الجميع بالـ *شبان* و الـ *أمل* تتراوح اعمارهم بين الـ 800 و الـ 1100! بالنسبة لهم انت رضيع!” بصق بيلي قطعة الكعك من فمه و صاح
” هاهاها رضيع؟ أهكذا يراني الناس؟” ضحك روبين بصوت عالٍ و اخذ يضرب على فخذه
وضع بيلي يده على صدره و تكلم بثقة، “بالطبع، أتعتقد اني سأمزح في شئ كهذا؟ هيا انهي كعكتك بسرعة و سأجلب لك الحليب!”
“هاها.. هاااهاهاها..”
إبتسم ثيو إبتسامة راضية و هو يرى أباه بالتبني يضحك بهذا الشكل، حتى انه رأى بضع دموع بدأت تنزل من جانبا عين روبين!
متى كانت اخر مرة يرا يضحك بهذا الشكل الهستيري؟ بل.. هل رآه يضحك بهذا الشكل اصلاً من قبل؟ لكن هذا طبيعي ايضاً، منذ عرفه و هو دائماً يخطط لشئ او يواجه شئ، اليوم فقط يجلس و هو يقف على القمة المطلقة للكوكب، من ماذا قد يقلق بعد؟ لعل هذا هو والده الحقيقي عندما تتركه الهموم!
“همم؟” عندما إلتقط ثيو وجه بيلي ذهبت الابتسامة الراضية عن وجهه، فقد رأى شئ غريب جداً.. كلما زادت ضحكة روبين علواً زادت معالم وجه بيلي سوءً! ماذا.. ألم يرد العم بيلي ان يرى أبي سعيداً؟
ثم من العدم صدر صوت بيلي مقاطعاً ضحكة روبين، “هل انت بخير؟ تبدو متوتر.. لماذا دعوتني اليوم؟”
“هاها.. هيهي.. هيه~” تضائلت ضحكة روبين تدريجياً حتى اختفت، ثم تكلم، “… أثق انك لم تعد بحاجة للعفاريت؟”
Comments for chapter "394"
النقاش
about:blank